الجيش الإسرائيلي ينفذ توغلاً “غير مسبوق” في ريف درعا الشمالي بسوريا
شهد ريف درعا الشمالي، توغلاً إسرائيلياً وصفه المراقبون بـ”الأعمق” داخل الأراضي السورية منذ سقوط نظام بشار الأسد. تزامن هذا التحرك مع تحليق مكثف لطائرات مروحية واستطلاع إسرائيلية، مما أثار مخاوف من تصعيد عسكري جديد في المنطقة.
فما تفاصيل هذا التوغل ودلالاته؟
تفاصيل التوغل الإسرائيلي
أكدت مصادر محلية في درعا لمراسل “سبوتنيك” أن عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية..بما فيها جرافات، اخترقت الحدود السورية ووصلت إلى منطقة “تل المال” شمال المحافظة.
كما قطعت قوات إسرائيلية الطريق المؤدي إلى بلدتي مسحرة والطيحة.. ودمرت مواقع عسكرية تحتوي على مخازن أسلحة وذخائر، قبل أن تنسحب إلى المنطقة العازلة في ريف القنيطرة.
تصريحات الوجهاء المحليين
قال عمر عقله، أحد وجهاء المنطقة الجنوبية، لـ”سبوتنيك” إن هذا التوغل هو الأعمق منذ التغيرات السياسية الأخيرة في سوريا.. مشيراً إلى أن المنطقة تتمتع بأهمية استراتيجية كونها تطل على محافظات درعا، القنيطرة، وريف دمشق.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي استدعى تعزيزات كبيرة إلى الحدود مع الجولان المحتل.. وسط تقارير عن خطط لتوسيع السيطرة في الأيام القادمة.
بيان الجيش الإسرائيلي
أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي أنه نفذ هجمات على أهداف عسكرية في جنوب سوريا، شملت مراكز قيادة ومواقع تحتوي على أسلحة.. مؤكداً أن وجود قوات عسكرية في المنطقة يشكل “تهديداً للمواطنين الإسرائيليين”.
وأضاف: “سنواصل العمل لإزالة أي تهديد محتمل”، في إشارة إلى استمرار العمليات العسكرية.
السياق التاريخي للتوغلات
منذ ديسمبر 2024، بدأت القوات الإسرائيلية توسيع توغلها خارج المنطقة العازلة في سوريا.. حيث سيطرت على نحو 95% من محافظة القنيطرة وأجزاء واسعة من ريف درعا الغربي “حوض اليرموك”.
كما أقامت نقاطاً عسكرية في مواقع استراتيجية مثل سفوح جبل الشيخ، مما يمنحها تفوقاً نارياً على المناطق المحيطة.
الدلالات والتداعيات
يأتي هذا التوغل وسط فراغ أمني تشهده سوريا بعد سقوط النظام السابق، مما يثير تساؤلات حول نوايا إسرائيل في المنطقة.
ويرى مراقبون أن التحركات قد تهدف إلى تعزيز السيطرة على المناطق الحدودية لمنع أي تهديدات محتملة.. خاصة مع استمرار التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع.
يُعد التوغل الإسرائيلي في ريف درعا الشمالي مؤشراً على تصاعد التوترات في جنوب سوريا، مع تزايد القلق من تداعياته على الاستقرار الإقليمي.
وبينما تبرر إسرائيل عملياتها بـ”الحماية الأمنية”، يبقى السؤال: هل ستتسع دائرة الصراع أم ستتدخل قوى دولية لاحتوائها؟