أخبار الفن

“البطل”: مسلسل يعكس معاناة السوريين بقلم رامي كوسا وعدسة الليث حجو

“ماذا زرعنا لنحصد كل هذا الخراب؟” جملة عصيّة على الزوال، ما زالت تعبر عن واقع الشعب السوري حتى يومنا هذا، 4 مارس 2025.
مسلسل “البطل”، الذي بدأ عرضه مؤخرًا، ليس مجرد عمل درامي، بل مرآة تعكس معاناة ممتدة منذ أكثر من عقد، حيث يمزج بين الواقعية القاسية والفن الذي يحاكي وجع بلد مزّقته الحرب.

“البطل”: ليس دراما خارقة بل وثيقة حية

لمن ينتظر من “البطل” أحداثًا نارية ودراما مبهرة على طريقة الأعمال التقليدية، سيجد نفسه أمام خيبة أمل.
هذا العمل، كما وصفه متابعون على منصة “إكس”، أشبه بفيلم توثيقي يحكي معاناة السوريين التي لا تنتهي.
إنه ليس هروبًا من الواقع، بل غوص عميق فيه، مثقل بالهموم ومشبع بحياة شعب قدره أن يعيش ويلات الحرب بشكل دائم.
“البطل” يقدم نموذجًا مبسطًا لحكاية سوريا، بلد يصارع من أجل البقاء وسط الخراب.

عدسة الليث حجو: رؤية “مجرمة” بالواقعية

عدسة المخرج الليث حجو في “البطل” وصفت بأنها “مجرمة”، ليس لعيب فيها، بل لدقتها الموجعة في تصوير التفاصيل.
حجو، المعروف بحرفيته العالية، نجح في تقديم مشاهد تحاكي الحياة اليومية للسوريين بكل قسوتها وصدقها.
من البيوت المدمرة إلى الأرواح المكسورة، استطاع أن ينقل الكاميرا إلى قلب المعاناة.. مما جعل المشاهد يشعر وكأنه جزء من القصة لا مجرد متفرج.

نص رامي كوسا: كلمات تعبر عن الصمت

نص الكاتب رامي كوسا في المسلسل يحمل بصمة خاصة، حيث يتوقع النقاد أن يُقتبس منه الكثير في الأيام القادمة.
عبارات مثل “ماذا زرعنا لنحصد كل هذا الخراب؟” ليست مجرد حوار، بل تعبير عن وجدان شعب يعيش تجربة لا يستطيع البوح بها.
كوسا، بقلمه الحاد، استطاع أن يضع كلمات على جروح صامتة، مانحًا المشاهدين لغة للتعبير عن آلامهم المكبوتة.

ردود الفعل: صدى الواقع في قلوب المشاهدين

على منصة “إكس”، أشاد الجمهور بالعمل رغم ثقله العاطفي، واصفين إياه بـ”الصدق الموجع”.
كتب أحد المغردين: “البطل ليس للتسلية، بل لمن يريد أن يرى سوريا كما هي”. بينما رأى آخر أن “الليث حجو ورامي كوسا أعادانا إلى أيام الثورة بكل تفاصيلها”.
العمل، الذي يُعرض في موسم درامي حساس بعد سقوط النظام في ديسمبر 2024، يبدو كمحاولة لتوثيق مرحلة لم تنته بعد.
“البطل” ليس مسلسلاً يُشاهد للترفيه، بل عمل يجبرنا على مواجهة الحقيقة.
بين عدسة الليث حجو المجرمة ونصوص رامي كوسا العميقة، يبقى السؤال معلقًا: “ماذا زرعنا لنحصد كل هذا الخراب؟”
ربما لا إجابة واضحة، لكن المسلسل يؤكد أن السوريين ما زالوا يحملون هذا السؤال في قلوبهم، في انتظار يوم ينتهي فيه الخراب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *