شخصية هند في “معاوية” تثير جدلاً واسعًا: تاريخ أم دراما؟
أثارت شخصية “هند بنت عتبة”، والدة معاوية بن أبي سفيان، التي تؤديها الممثلة التونسية سهير بن عمارة في مسلسل “معاوية”، جدلاً واسعًا بين المشاهدين منذ بدء عرضه في رمضان 2025 على قناة MBC.
العمل التاريخي، الذي يتناول سيرة مؤسس الدولة الأموية، لم يمر دون انتقادات حادة تتعلق بتصوير “هند”
حيث اعتبر البعض أن التجسيد الدرامي جانب الصواب التاريخي، بينما دافع آخرون عن رؤية المخرج طارق العريان والكاتب محمد اليساري.
الانتقادات: هل شُوهت شخصية هند؟
على منصة “إكس”، انقسمت الآراء حول تجسيد “هند”.
منتقدون رأوا أن الشخصية ظهرت بشكل “ضعيف” و”غير مقنع” مقارنة بمكانتها التاريخية كسيدة قوية من سادات قريش .. معروفة بذكائها وحضورها الطاغي.
أحدهم كتب: “هند في المسلسل لا تصلح حتى لـ’باب الحارة’، أين القوة التي قادت حقد بني أمية في أحد؟”
مشيرًا إلى أن التاريخ يصورها كامرأة قادت المشركين في معركة أحد للثأر من المسلمين بعد مقتل أبيها وأقاربها في بدر.
آخرون انتقدوا المبالغة الدرامية، مثل ظهورها بالسيف في أحد، وهو ما اعتُبر “غير دقيق تاريخيًا” لأنها لم تشارك فعليًا في القتال.
الدفاع عن التجسيد: رؤية فنية جديدة
في المقابل، دافع محبو العمل عن تصوير “هند”، معتبرين أن المسلسل قدمها بأسلوب يعكس تطورها من مرحلة العداء للإسلام إلى الإيمان بعد فتح مكة.
أحد المغردين علق: “هند في ‘معاوية’ ليست مجرد محاربة، بل امرأة ذكية صاغتها الأحداث، والإنتاج الضخم أعطاها عمقًا”.
هذا الرأي يتماشى مع ما قاله المخرج طارق العريان سابقًا .. أن العمل يهدف إلى تقديم قراءة إنسانية للشخصيات التاريخية، بعيدًا عن الصور النمطية.
السياق التاريخي: من هي هند بنت عتبة؟
هند بنت عتبة، زوجة أبي سفيان وأم معاوية، كانت شخصية بارزة في الجاهلية والإسلام.
قبل إسلامها، اشتهرت بحضورها القوي في معركة أحد، حيث حرضت المشركين ومثّلت بجثة حمزة بن عبد المطلب، عم النبي، حسب بعض الروايات التاريخية، رغم وجود جدل حول صحتها.
بعد فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة، أسلمت وبايعت النبي، وحسن إسلامها، لتشارك لاحقًا في معركة اليرموك.. مظهرة إيمانها وصبرها بعد مقتل ابنها يزيد.
ردود الفعل: بين الرفض والترحيب
الجدل لم يقتصر على المشاهدين، فقد أثار تجسيد “هند” وغيرها من الصحابة انتقادات دينية.
الأزهر وهيئة الإعلام العراقية رفضا العمل، معتبرين أن تجسيد الصحابة “مرفوض شرعًا”، خوفًا من تشويه صورتهم.
في المقابل، أشاد نقاد فنيون بأداء سهير بن عمارة، واصفين إياه بـ”القوي”.. رغم ضعف السيناريو في بعض المشاهد حسب رأي البعض.
شخصية “هند” في مسلسل “معاوية” أعادت فتح نقاش حول كيفية تقديم الشخصيات التاريخية بين الدقة والإبداع الفني.
هل أخطأ المسلسل في تصويرها بطريقة تبعد عن واقعها التاريخي، أم أن الجدل مجرد انعكاس لحساسية الموضوع؟
مع استمرار العرض، يبقى السؤال معلقًا: هل ستنجح رؤية المسلسل في تبرير اختياراتها، أم سيظل الجدل يطغى على العمل؟ شاركنا رأيك!