السويداء: مواطنون ينزلون ويحرقون علم إسرائيل ردًا على تصريحات إسرائيلية
فجر الثلاثاء، 4 مارس 2025، أنزل مواطنون في مدينة السويداء جنوبي سوريا علم إسرائيل من سارية دوار العنقود شمال المدينة، وأضرموا فيه النار، بعد أن رفعه مجهولون خلال الليلة الماضية.
الحادثة، التي أثارت ردود فعل واسعة، جاءت كرد شعبي عفوي عقب تصاعد التوترات في المنطقة، مرتبطة بتصريحات إسرائيلية حديثة حول حماية الدروز.
تفاصيل الحادث: من الرفع إلى الحرق
بحسب مصادر محلية وتقارير متداولة على منصة “إكس”، تجمع عدد من أهالي السويداء فجرًا حول دوار العنقود، وأنزلوا العلم الإسرائيلي الذي رُفع في ساعات متأخرة من الليل.
كما أكدت المصادر أن أصوات إطلاق نار سُمعت في المحيط، ناجمة عن الحشد الذي قصد التعبير عن رفضه لوجود العلم.
لاحقًا، أحرق المواطنون العلم في مشهد وثقته مقاطع مصورة انتشرت على وسائل التواصل، مع تعليقات أشادت بـ”موقف أحرار السويداء”.
الخلفية: تصريحات إسرائيلية مثيرة للجدل
تأتي الحادثة بعد يوم من انتشار مقطع مصور يظهر شخصًا مجهولًا يرفع العلم الإسرائيلي على السارية ذاتها، ما أثار استياءً فوريًا بين السكان.
وتتزامن مع سلسلة تصريحات لمسؤولين إسرائيليين، أبرزها من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في فبراير 2025
حيث قال إن إسرائيل “لن تسمح بتهديد الدروز في السويداء”، محذرًا الإدارة السورية من أي استهداف لهم.
هذه التصريحات رُفضت من قبل مشايخ الدروز والسكان، الذين اعتبروها تدخلاً في الشؤون السورية ومحاولة لفرض حماية غير مرغوب فيها.
ردود الفعل: رفض شعبي ودعوات للوحدة
عكست ردود الفعل على “إكس” موقفًا موحدًا ضد التدخل الإسرائيلي.
كتب أحد الناشطين: “السويداء تثبت أنها جزء لا يتجزأ من سوريا، لا مكان لعلم الاحتلال هنا”.
كما أشار آخرون إلى أن إحراق العلم رد عملي على محاولات تقسيم السوريين… خاصة مع تكرار مثل هذه الحوادث في سياق تصاعد التوترات الأمنية جنوبي البلاد.
مصادر محلية أكدت أن الحادث لم يتسبب بأضرار أو إصابات، لكنه أظهر حالة اليقظة بين الأهالي.
سياق أوسع: الدروز والموقف السوري
السويداء، التي يشكل الدروز غالبية سكانها، شهدت رفضًا متكررًا لأي تدخل خارجي منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024.
وقد أكد الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع في لقاء مع وفد من الدروز في فبراير 2025 أن “السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا”، متعهدًا بتحسين أوضاعها. تصريحات نتنياهو
التي ربطت بين حماية الدروز ومنع تقدم فصائل مسلحة قرب الحدود،… أثارت مخاوف من محاولات إسرائيلية لاستغلال الوضع الأمني الهش في الجنوب السوري.
إنزال وحرق علم إسرائيل في السويداء يحمل رسالة واضحة: رفض التدخل الخارجي والتمسك بالسيادة السورية.
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، يبقى الموقف الشعبي في المدينة شاهدًا على وحدة السوريين ضد أي محاولات للتلاعب بمصيرهم.
فهل تتكرر مثل هذه الحوادث؟ الإجابة قد تعتمد على تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية في الفترة القادمة.