وفد من السويداء يصل جرمانا لاحتواء التوتر بعد اشتباكات مسلحة
شهدت مدينة جرمانا بريف دمشق تصاعدًا أمنيًا خطيرًا خلال اليومين الماضيين، حيث اندلعت اشتباكات مسلحة بين قوات الأمن العام وعناصر محلية، أسفرت عن مقتل عنصر أمني وإصابة آخرين.
وفي محاولة لنزع فتيل الأزمة، وصل وفد من قيادات الفصائل المحلية في محافظة السويداء إلى المدينة مساء السبت 1 مارس 2025، وسط تحركات دبلوماسية وأمنية لتهدئة الوضع المتوتر.
تفاصيل الأحداث في جرمانا
حيث بدأ التوتر ليلة الجمعة عندما وقعت اشتباكات بين قوات الأمن العام وعناصر تابعة لحاجز عند مدخل جرمانا … يُعتقد أنها مرتبطة بلواء “درع جرمانا” و”لواء رجال الكرامة”.
أدت هذه الاشتباكات إلى سقوط ضحايا، بما في ذلك مقتل عنصر من الأمن العام برصاص مسلحين.
رداً على ذلك، أطلقت إدارة الأمن العام حملة أمنية في محيط المدينة لملاحقة المتورطين واستعادة الاستقرار.
في السياق ذاته، أفاد “تلفزيون سوريا” بأن وفدًا من السويداء، يضم شخصيات بارزة مثل ليث بلعوس وسليمان عبد الباقي
وصل إلى جرمانا للتفاوض مع السلطات السورية. الهدف من هذه الزيارة هو احتواء التصعيد ومنع تفاقم الوضع
خاصة مع وجود مجتمع درزي كبير في المنطقة قد يتأثر بالأحداث.
ردود الفعل المحلية والدولية
أصدر وجهاء ومشايخ جرمانا بيانًا مساء السبت أدانوا فيه الاعتداء على عناصر الأمن العام، مؤكدين دعمهم للسلطات السورية ومطالبين بمحاسبة المسؤولين عن الحادث.
وأشاروا إلى التزامهم بتسليم أي متورط للعدالة، في محاولة لتهدئة الأوضاع داخليًا.
على الصعيد الدولي، أثارت الأحداث قلقًا إسرائيليًا، حيث أصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس تعليمات للجيش الإسرائيلي بالاستعداد للتدخل العسكري في جرمانا.
جاء هذا التحرك بدعوى حماية الأقلية الدرزية في المنطقة، مما يضيف بُعدًا جديدًا للأزمة ويثير مخاوف من تصعيد إقليمي.
توقعات التطورات القادمة
من المتوقع أن تستمر المفاوضات بين وفد السويداء والسلطات السورية خلال الساعات القادمة للتوصل إلى اتفاق ينهي التوتر.
قد تشمل الحلول تسليم الأسلحة من قبل المجموعات المسلحة المحلية وإقامة نقاط أمنية دائمة في المدينة.
في المقابل، قد تتزايد الضغوط الإسرائيلية إذا لم يتم احتواء الوضع بسرعة، خاصة مع تهديداتها بالتدخل العسكري، الأمر الذي قد يعقد المشهد أكثر.
تبقى مدينة جرمانا على صفيح ساخن مع استمرار التوتر الأمني وتداعياته المحلية والإقليمية.
وفد السويداء يمثل بارقة أمل لتهدئة الأوضاع، لكن نجاح هذه الجهود يعتمد على تعاون جميع الأطراف.
الحادث يكشف مجددًا عن هشاشة الوضع الأمني في سوريا، ويؤكد الحاجة إلى حلول جذرية لضمان الاستقرار في ريف دمشق وخارجه.