شركة روسية تنفي إلغاء عقدها التشغيلي في مرفأ طرطوس وسط جدل مستمر
أثارت تصريحات متضاربة حول مصير عقد تشغيل ميناء طرطوس بين شركة “ستروي ترانس غاز” (STG) الروسية والسلطات السورية حالة من الجدل، في ظل التغيرات السياسية التي تشهدها سوريا.
بينما أعلنت الشركة الروسية استمرار عملها في الميناء ونفت إلغاء العقد، أشار مدير جمارك طرطوس إلى عكس ذلك، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل هذا الاستثمار الاستراتيجي.
العقد التشغيلي في مرفأ طرطوس
أكدت شركة “ستروي ترانس غاز” الروسية، في بيان لها، أنها تواصل إدارة ميناء طرطوس كالمعتاد، نافيةً ما تردد عن إلغاء عقدها التشغيلي.
ونقلت وكالة “رويترز” عن الرئيس التنفيذي للشركة، دميتري تريفونوف، قوله إن الشركة لم تتلقَ أي إشعار رسمي بإنهاء العقد
مشيرًا إلى أن أي إلغاء محتمل يتطلب إجراءات قانونية وإدارية طويلة الأمد.
وأضاف أن العمليات في الميناء تسير بشكل طبيعي حتى الآن.
في المقابل، كان مدير جمارك طرطوس، رياض جودي، قد أعلن في وقت سابق إلغاء الاتفاقية الموقعة مع الشركة الروسية
مؤكدًا أن إيرادات الميناء أصبحت تذهب بالكامل لمصلحة الدولة السورية.
ويعود تاريخ هذه الاتفاقية إلى عام 2019، حين وقّع النظام السوري السابق عقدًا مدته 49 عامًا مع “STG” لتشغيل وتطوير الميناء، باستثمار يتجاوز 500 مليون دولار لتحديث البنية التحتية.
خلفية الاتفاقية
تُعدّ اتفاقية تشغيل ميناء طرطوس جزءًا من التعاون الاقتصادي والعسكري بين روسيا والنظام السوري السابق
حيث كانت تهدف إلى تعزيز الوجود الروسي في البحر المتوسط. الميناء، الذي يُعتبر أحد أهم المرافئ التجارية في سوريا
كان من المفترض أن يشهد تحديثًا شاملاً يعزز قدرته على استقبال السفن وتسهيل التجارة الدولية.
لكن مع التغيرات السياسية الأخيرة في سوريا، بدأت تظهر بوادر إعادة تقييم لمثل هذه العقود.
توقعات المستقبل
تشير التصريحات المتضاربة إلى وجود نزاع قانوني أو سياسي قد يطول أمده.
من المحتمل أن تسعى الحكومة السورية الحالية إلى إعادة السيطرة الكاملة على الميناء كجزء من سياسة استعادة الأصول الوطنية
بينما قد تلجأ الشركة الروسية إلى التمسك بحقوقها التعاقدية، مستندة إلى الاتفاقية الموقعة.
قد نشهد مفاوضات مكثفة أو حتى تحكيمًا دوليًا لتسوية هذا الخلاف في الأسابيع القادمة.
يبقى مصير عقد تشغيل ميناء طرطوس معلقًا بين نفي الشركة الروسية لإلغائه وتأكيد السلطات السورية على إنهائه.
الحادثة تعكس التحديات التي تواجهها سوريا في مرحلة ما بعد النظام السابق
حيث تسعى لإعادة هيكلة اقتصادها وعلاقاتها الدولية. المشاهدون يترقبون كيف ستتطور هذه القضية، التي قد تحمل تداعيات كبيرة على العلاقات السورية-الروسية والاقتصاد المحلي.