الشرع يطالب روسيا بأموال الأسد وإلغاء قروض النظام السابق
كشفت مصادر مطلعة تفاصيل اجتماع سوري-روسي عُقد في دمشق نهاية كانون الثاني 2025، بين رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.
وتناول اللقاء قضايا حساسة، منها أموال بشار الأسد المزعومة في روسيا، إلغاء قروض النظام السابق .. ومستقبل العلاقات بين البلدين، وسط توترات بشأن مصالح موسكو والدمار الهائل في سوريا.
مطالب سورية: أموال الأسد وقروض النظام
أفادت مصادر سورية وروسية، نقلت عنها وكالة رويترز، أن أحمد الشرع طالب بإعادة أموال يُزعم أن بشار الأسد أودعها في بنوك روسية.
لكن الوفد الروسي نفى وجود أي أموال من هذا القبيل، ما أثار تساؤلات حول مصير ثروات النظام السابق.
كما سعى الشرع إلى إلغاء القروض التي أبرمتها دمشق مع موسكو في عهد الأسد .. في محاولة لتخفيف الأعباء المالية عن سوريا الجديدة.
تسليم الأسد: قضية مطروحة دون إلحاح
خلال اللقاء الذي استمر ثلاث ساعات، أثار مسؤولون سوريون مسألة تسليم بشار الأسد .. الذي غادر سوريا في ديسمبر 2024 إلى موسكو بعد سقوط نظامه.
ورغم طرح القضية بعبارات عامة، أشارت المصادر إلى أن روسيا لن توافق على تسليمه، ولم يُقدم طلب رسمي بهذا الشأن.
ويبدو أن الشرع يركز على بناء علاقات عملية مع روسيا بدلًا من التصعيد حول هذا الملف.
مصالح روسيا: قواعد عسكرية ومساعدات إنسانية
أكدت المصادر أن روسيا تسعى لضمان مصالحها الاستراتيجية في سوريا .. خاصة استمرار وجود قواعدها العسكرية في حميميم وطرطوس.
وفي المقابل، عرض الوفد الروسي تقديم مساعدات إنسانية كجزء من المفاوضات .. لكنها رفضت تحمل مسؤولية الدمار الذي تُقدر كلفته بـ400 مليار دولار، وهو ما تسبب به الصراع الذي دعمت فيه موسكو نظام الأسد لسنوات.
مرحلة انتقالية هشة: تحديات وتوقعات
تأتي هذه المباحثات في وقت تمر فيه سوريا بمرحلة انتقالية دقيقة بعد 14 عامًا من الحرب.
ويرى مراقبون أن نجاح الشرع في التفاوض مع روسيا قد يحدد مسار العلاقات المستقبلية .. خاصة مع تزايد الضغوط الدولية لإعادة إعمار البلاد ودعم 12.9 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وفق تقديرات الأمم المتحدة لعام 2024.
هل تتوصل دمشق وموسكو إلى تفاهم؟
مع استمرار المناقشات، يبقى مصير العلاقات السورية-الروسية معلقًا على نتائج هذه الجولة.
فهل ستنجح سوريا في استعادة بعض حقوقها المالية، أم ستظل موسكو متمسكة بمصالحها العسكرية؟
الإجابة قد تظهر في الأسابيع المقبلة، مع احتمال عودة الطرفين إلى طاولة الحوار قريبًا.